الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات تسلم جائزة « أفضل عمل يقدم صورة ايجابية للنساء » إلى مسلسل « الحرقة 2 »
تحت شعار “يكتب عنهن ولا يكتب لهن” وفي إطار لجنة جائزة أفضل عمل درامي قدم صورة إيجابية للنساء، من طرف إذاعة الشباب والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وفي تفاعل يرصد كثرة القضايا اللتي أتت عليها المسلسلات وتنوعها، ما يعكس تقاطع أشكال الهيمنة المسلطة على النساء وتعرية واقعهن المحفوف بشتى أنواع العنف والتمييز، إلا أنه، غابت الكتابات الموجهة للنساء بوصفهنّ شخصيات رئيسية فاعلة وقادرة على المقاومة بخطاب ثوري يحمل مطامح النساء في التصدي ومواجهة كل أشكال الرجعيات.
من منطلق أهمية اثراء المسلسلات الدرامية بأصوات نسائية حالمة تحمل مشاغل النساء وهواجسهن ارتأت اللجنة اسناد جائزتها هذه السنة ،الى مسلسل الحرقة 2 رغم ضرورة تنويهنا بأن المسلسل لم يقطع مع الصور النمطية للنساء التي تجسدت في أدوار تعيد انتاج الثقافة الأبوية والذكورية في العلاقات الأسرية، فالنساء في المسلسل تابعات فهن (زوجات، أمهات، حبيبات، أو أخوات) ولا تبرز النساء كمستقلات الارادة والرؤى. هذا اضافة إلى سيطرة الخطاب التذنيبي حيث يحمل النساء، كل النساء، في المسلسل مسؤولية الاحداث التي شكلت جوهر الدراما في كل محطات السيناريو وتعقداته دون تقديم اجابات حقيقية لحكايات النساء بما يحمل الدولة والمجتمع مسؤولية وضع حد لهشاشة واقع النساء الآيل لمزيد من التفقير و التهميش.
اسندت الجائزة الى المسلسل الذي تعددت فيه قضايا النساء وتنوعت ليقيم الدليل و يكشف تقاطع أشكال الذكورية وتغلغلها في حيواتهن، المسلسل الذي ركز على معاناة النساء وحياتهن في الأحداث والحوارات فيما بينهن، وطوع بسلاسة درامية شعار الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات منذ التسعينات “نحيا بتضامنكن” لبناء علاقات تقوم على المساندة بوصفها شكلا من أشكال المقاومة للخروج من أتون التهميش والتمييز.
مسلسل بسط لنا معاني مساندة النساء لبعضهن، مساندة مغمورة بحكاياتهن، ببكائهن، بأوجاعهن، بطموحاتهن وضحكاتهن.
مساندة تنير الدرب و تقاوم ظلام الجبّ المتمثل في القمع الأبوي والذكوري و العسف الذي يطلقه من عقاله المجتمع و من ورائه الدولة على النساء.
مساندة تجسدت في خطاب النساء اللواتي يشتغلن قسريا وفي ظروف هشة في ضيعة “الرجل الأوروبي الأبيض ” عندما طلب من ضحيته اجهاض ابنها لمواصلة العمل، ذلك الخطاب الذي جسد معاني تملك النساء على اجسادهن وخيارتهن حين اخبرنها بأنهن مستعدات لمساندتها في الخيار الذي تعتبره صالحا لها من خلال ابقاء الجنين أو اجهاضه وان الخيار الأخير يعود لها وحدها.
مساندة تترجمت أيضا في دفاع شخصية السيدة منى نور الدين على نعمة من أجل حقها في الحياة رغم تكتل المجتمع والدولة بمختلف دواليبها الاعلامية والبوليسية عليها.
مساندة رحمة عاملة الجنس المتعايشة مع فيروس سيدا، مع صديقاتها في الضيعة عبر زرع الأمل والبهجة في قلوبهن رغم الأوجاع والصعوبات اللتي يواجهنها.
مساندة صديقة رحمة لرحمة رغم ضغط حبيبها، باسم الامتيازات الذكورية ، لقطع علاقتها بها ، في ترجمة حقيقية لمعاني المساندة النسائية.
مساندة المهاجرات لبعضهن البعض رغم كل العراقيل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
مساندة النساء العاملات في “المصب” لنعمة ومحاولتهن التخفيف عنها رغم جشع رأس المال والسلطات والغطرسة الذكورية.
هكذا اذا، ترجم مسلسل الحرقة 2 شعارنا “نحيا بتضامنكن”، ترجمة برزت طيلة حلقاته وتصاعد احداثه من خلال مساندة النساء للنساء في رسالة واضحة لمشاركتهن أعباء التمييز والتهميش ومحاولتهن، رغم تعدد و تنوع الصعوبات والانتهاكات والتهديدات المسلطة عليهن البحث عن أشكال موحدة للمقاومة والتحرر.